إنتبه ... ألغام في طريقك | الخوف و الحقد وحب الظهور وعقدة النقص

إنتبه ... ألغام في طريقك | الخوف و الحقد وحب الظهور وعقدة النقص

إنتبه . . . من الفشل . . .

الفشل . . يملك أعواناً يعملون بهمة ونشاط لنصرته وتأكيد دوره فهل سألت نفسك أي من أعوان الفشل يعمل داخلك ويدفعك بعيداً جداً عن هدفك ونجاحك  . .؟ إن الخوف وحب الظهور والحقد والحسد وعقدة النقص هم من أخلص خدام الفشل وكل منا يملك هؤلاء الأعوان . . نعم كلاً منا.. لكن الي أي مدي تأثيره .. ؟ وما الطريقة التي يجب التعامل بها معه ..؟

1- الخوف

الخوف هو نعمة ونقمة لحياتك في نفس الوقت . . فالخوف السوي ضروري وإلا ما استطعت أن تحافظ علي حياتك وأن تتجنب الأخطاء .

 فلنفترض أنك تعبر الطريق وفجأة ظهرت سيارة مرة واحدة فانت تلقائياً تقفز بعيداً خوفاً من أن تصدمك ، ويعدها بلحظات يزول الخوف وتهدأ نفسك فهذا الخوف سوي موجود داخل كل منا من أجل البقاء .

الخوف السوي قد يجعلك تبذل جهداً إضافياً لكي تبلغ القمة فيما تعمل ، فأنت حريص علي أن تنجح فهذا خوف إيجابي وطبيعي .

" إن أسوأ المعتقدات المقيدة للذات هو الخوف من الفشل، الخوف من الخسارة، أو الفقر، أو الأخطاء، أو عدم تحقيق الهدف الذي وضعته لنفسك"
 -  برايان تريسي -

النوع  الثاني من الخوف هو الخوف المرضي أو الفوبيا فهذا الخوف يسلب لذة الحياة وهو بداية لطريق طويل يقف الفشل في نهايته ، الخوف المرضي لا يحترم أحداً ، فالجميع يمكن أن يكونوا ضحاياه .

هناك من يخاف مواجهه الناس وهناك من يخاف من ركوب القطار والبعض الآخر يخاف من الأماكن المرتفعة أو المغلقة .. والعديد من المخاوف التي تهاجم الإنسان في أي وقت فتحول حياته الي جحيم لا يطاق وفي النهاية تلقي به في براثن الإحباط والفشل .
 
إنتبه ... ألغام في طريقك | الخوف و الحقد وحب الظهور وعقدة النقص

" الشجاعةُ هي مقاومةُ الخوف و التحكم به وليست عدم الخوف"
 - مارك توين -

عزيزي القارئ أياً كان نوع الخوف الذي ينتابك ، وهل  تري ذلك الخوف سداً بينك وبين النجاح والحياة الهادئة التي ترنو اليها .؟ إذا كان هذا حالك فلا تيأس فهذه ليست نهاية العالم .. فالعلاج سهل وبيدك كل خيوطه .. الأن تتسأل : كيف ذلك ؟ ..

تخيل انك تخاف من ركوب المصعد – إذاً موضوع خوفك هو المصعد وهو نفسه الأداء التي تحتاجها للعلاج .. كيف يمكن التخلص من هذا الخوف ؟ ..

اولاً اجلس خارج المصعد وراقب الآخرين .. ثم تشجع واركب المصعد فقط لطابق واحد  فقط  ثم طابقين ثم ثلاثة طوابق في كل مرة تمضي في الشوط الي نقطة أبعد ثم تمضي أكثر فتكرر نجاحك المرة بعد الآخري .. لا تسمح لنفسك بالهرب بل عليك أن تصمد وتثابر .

عليك أن تكون شجاعاً في مواجهه مخاوفك وأن تتحمل المخاطرة ولا تدع أي شئ يحبط عزيمتك .. فليس هناك شئ يمنهك من التغلب علي مخاوفك إذا أردت ذلك وأصررت عليه وتحملت لأجل تحقيقه كل شئ ..

2- حب الظهور

حب الظهور هو اللغم الثاني الخطير في طريق نجاحك . . هل تعرف لماذا ..؟ لان حب الظهور يجعلك تبدو في عيون الاخرين مغروراً ومختالاً . . إن حب الظهور أحد الأعوان المخلصين للفشل .. فما هي مظاهره وكيف يمكنك التغلب عليه ..؟

من هؤلاء المرضي بحب الظهور تجد الزوجة التي ترهق زوجها بمطالب أكثر من طاقته لتظهر بمظهر مثل فلانة وعلانة ، وأيضاً من المصابين بمرض الظهور الشخص الفقير في ثقافته وعلمه ولكن يحب أن يظهر أمام الجميع وكأنه الحكيم صاحب المعرفة والعلم .

قد يكون حب الظهور مرضاً جاء نتيجة شعور بالنقص .. يجب أن تكون طبيعياً في سلوكك ودع نفسك علي سجيتها علي حقيقة فطرتك ، إقترب كثيراً من ذاتك ، حافظ علي كيانك ووجودك ، وأشق الأمور وأثقلها أن تكون كما يريد الناس ، ابحث عن ذاتك وكن كما أنت ..

3- الحقد والحسد

اللغم الثالث في طريق الفشل .. الحسد والحقد .. والغيرة هم أشبه بساحرة شريرة بثلاثة رؤوس ، فأينما وجدت واحداً منهم تجد الأخر .. ولا يمكن أن يعيش أي شخص سعيداً إذا كان حقوداً أو حسوداً ، فكلاهما يسممان الحياة ، الحسد والحقد يجدان التربة الصالحة لنموهما عندما تخلو حياة الإنسان من الرضا والقناعة بما قسمه الله .
" إذا بدا لك كل ما لديك قليلاً فأعلم أنك لو إمتلكت  الدنيا كلها لخلت أنك تملك القليل "
- ستيكا -

الكثير منا يخلط بين الحسد والمنافسة ، فالاثنان يشيران الي إستكتار وكراهية  النعمة للغير  ، لكن الحقيقة غير ذلك .. فالحسد هي رغبة تتمني زوال نعمة الآخرين.
التخلص من الحسد والحقد يسير وسهل .. ويكمن في شئ واحد فقط هو العمل ..
 

إنتبه ... ألغام في طريقك | الخوف و الحقد وحب الظهور وعقدة النقص

" إذا كنت فقيراً فاعمل .. وإن كنت غنياً فاعمل .. إذا كنت سعيداً فإستمر في العمل .. إذا كنت حزيناً فاعمل .. وإذا شعرت بخيبة الأمل فاعمل .. وإذا تحطمت أحلامك فاعمل ..اعمل وكأن حياتك في خطر .. مهما كانت آلامك فاعمل . . العمل أعظم علاج يمكن أن تحصل عليه لشفاء جميع الأمراض.. "

4- عقدة النقص

رابع لغم في طريق النجاح .. وأحد أعوان الفشل .. هي عقدة النقص .. ما هي عقدة النقص . .؟ وكيف يمكنك التغلب عليها . .؟ النقص هو ما يجعلك متخلفاً عن زملائك وأقرانك .. حسناً .. كلنا لديه نقص ما .. هذه الحقيقة .

النقص هو دافعك للوصول الي صورة مثالية ، وربما كان وراء ذلك كله الأمل الذي بدونه تفقد الحياة  ، علم النفس يري أن النقص هو إستعداد لأي  انسان  - انا وأنت – وغالباً ما يرتبط هذا النقص بالتعثر في الكلام أو ضعف يعتري العضلات أو عيب بالجسم أو تخلف في الدراسة  .. وهذا يبرز الإحساس بالنقص .. وهذا النقص يتحول مع الوقت الي عقدة تسيطر علي الذهن وتجعل صاحبها عاجزاً عن مواجهه المواقف التي يمكن أن تكشف نقصه .

المصاب  بالشعور بالنقص يبذل الجهد لإخفاء ما يشعر به من نقص وقد لا يكون ذلك لا شعورياً ويتخذ هذا الشعور ربما الهجوم علي الأخرين وتحقيرهم أو التهوين من شأنهم.

ليس المهم أن تشعر بالنقص إنما المهم هو كيفية النظر الي هذه المشاعر وماذا تعمل تجاهها ؟  هل تدفعك الي الامام ليرتفع مركزك وقيمتك .

وتوجد الكثير من القصص لأشخاص حولو الشعور بالنقص الي قوة وعزيمة ويذكر التاريخ الكثير من العظماء منهم :
-  " بركليس " أشهر خطيب في اليونان القديمة "
 
" قيل أن يونانياً ألثغ اللسان فلم تمنعه تلك العاهة من أن يخطب في الناس فبدأ يدرب نفسه ويضع تحت لسانه قصعة صغيرة من الحصي ليتعود علي النطق الصحيح بمخارج سليمة وبذل كثيراً من الجهد حتي أصبح أعظم خطباء اليونان "

- " طه حسين " عميد الأدب العربي لم ينهزم أو يستسلم لمرضه "

- " يوليوس قيصر " كان شخصاً ضعيفاً مصاباً بالصرع فلم يوقفه ذلك عن أن يحكم العالم .

- " بيتهوفن " الموسيقار الأشهر في التاريخ.