كن مختلفاً | غير حياتك واصنع المستحيل

كن مختلفاً  |   غير حياتك  واصنع المستحيل

كن مختلفاً واصنع المستحيل

إن من أقوى الأمور التي تنتج القادة الحقيقيين حول العالم هو إختلافهم عمن حولهم، سواء في طريقة تفكيرهم أو في سلوكهم أو حتى في طريقة تناولهم للأمور.

ليس القادة فقط، إنما تقريباً أغلب الناجحين حول العالم، سواء في العمل أو المعاملات الاجتماعية أو الدراسة، يكون لديهم شيء مختلف عمن حولهم يساعدهم في الوصول إلى النجاح ، لذلك يجب عليك أن تكون مختلفاً .

ما هو الفرق بين أن تكون مختلفاً وأن تكون متميزاً ؟

عدد الطلاب الذين يحضرون للمدرسة يومياً كثر، ولكن المختلف بينهم هو من يحرص على التركيز وتلقي العلم جيداً حتى ينجح، ومن بين هؤلاء هناك منهم من يجتهد ويقضي الساعات والليالي في الدراسة والمذاكرة حتى يكون متفوقاً، ومن بين هؤلاء المتفوقين توجد قلة قليلة جداً متميزة، فما يحصله المتفوقون من معلومات في ساعات أكثر، هم يحصلونه في ساعات أقل ، هؤلاء المتميزون لهم نهج مختلف في المذاكرة وفي التعامل معها سواء في تحضير الدروس أو في تنظيم الوقت.

الشاهد من هنا أن الشخص الذي يكون متميزاً ، أو الذي يكون ناجحاً بطريقة غير عادية، يكون مختلفاً عن بقية الناس الذين يسلكون درب النجاح.

في هذه الحالة الاختلاف هنا يسمى تميزاً.

فمثلا: طالب يتعلم في صغره القراءة والكتابة والحساب، مثله مثل طالب آخر يتعلم القراءة والكتابة والحساب، وكلاهما ينجح في دراسته بل ويكون متفوقاً، لكن الطالب الأول، إلى جانب تعلمه القراءة والكتابة والحساب، ملزم أيضا أن يتعلم كيف يصنع آلة حاسبة، فما الفرق بين الطالب الأول والطالب الثاني بعد عشر سنوات من انتهاء الدراسة؟

الطالب الأول المتفوق في دراسته إفتتح مصنعاً لصناعة الآلات الحاسبة في بلده حتى لا تستورد بلده من الخارج ويتقاضى منه ملايين الدولارات، بينما الطالب الثاني المتفوق أيضاً في دراسته عمل في وظيفة مرموقة يتقاضى مرتبه بآلاف الدولارات مع نهاية الشهر.

كلاهما ناجحان، ولكن نجاح الطالب الأول كان مميزاً حيث أن نجاحه كان مفيداً له ولغيره، بعكس الطالب الثاني الذي انحصر نجاحه على نفسه وذويه فقط.

عبارات متطابقة لــ "كن مختلفاً":

هناك عبارات نسمعها ونرددها كثيراً بعضها مرتبط بعلم النفس، والبعض الآخر عبارات يومية تتناقلها الألسنة، ولكن سنقف وقفات مع تلك العبارات، بل سنعتبرها نقاط أساسية في طريق الاختلاف والتميز ، فتأملها جيداً :-

• كثرة السالكين لا يدل على جمال الطريق ( "كن مختلفاً")

إن من أكثر الأسباب التي يتعلل بها الناس حينما تسألهم عن سبب فعلهم لشيء ما، هو تقليدهم لغيرهم، ولأن الجميع يفعل ذلك، وهذه نقطة غاية في السلبية، فالإنسان الذي يريد أن يكون متميزا، لابد له أن يكون مميزاً في تفكيره وفي قوله وفي فعله، وبالتالي فمثل هذا الإنسان تجده يفكر أولاً قبل فعل أي شيء، هل يفعله لمجرد أن بقية الناس تفعله، أم أن هناك شيئاً آخر أفضل منه.

نيوتن ، حينما سقطت التفاحة عليه من الشجرة التي كان جالساً تحتها، فالبديهي أنه سيقوم بمسح التفاحة ومن ثم أكلها، إلا أنه كان مختلفاً في طريقة تناوله للموضوع، ففكر لماذا سقطت التفاحة إلى الأسفل، لماذا لم تصعد إلى الأعلى، فأصبح إسحاق نيوتن مخترع قانون الجاذبية الأرضية.

• لا تنظر إلى نصف الكوب الفارغ، وانظر إلى نصف الكوب المليء ("كن مختلفاً")

وهذه العبارة من أكثر العبارات المتداولة بين الألسنة، وهي تعتبر قاعدة هامة للتميز، فأي شخص متميز لابد أن تكون عنده هذه الخصلة، وهي أنه لا ينظر إلى نصف الكوب الفارغ، وهي دلالة على أنه لا يركز على الأمور السلبية بالقدر الذي تحبطه وتثبط عزيمته، وإنما يركز على نصف الكوب المليء، ليدل على أنه دائما ينظر إلى الجانب المشرق.

توماس أديسون العالم الشهير الذي اخترع المصباح الكهربائي، والذي أصبح حاجة ماسة في جميع مجالات الحياة، هذا العالم يُقال أنه أجرى 1000 تجربة وفشل فيها، وقيل أنها كانت 10000 تجربة فاشلة، ولكن ماذا قال أديسون؟ قال: " أنا لم أفشل عشرة آلاف مرة، ولكني علمت أن هناك عشرة آلاف طريقة ليست صحيحة في اختراع المصباح الكهربائي".

فهذا الرجل لم ينظر إلى فشله، لأنه لو كان ركن إلى فشله، لما وصل أخيراً إلى الطريقة الصحيحة لاختراع وتشغيل المصباح الكهربائي، ولكنه علم أن هذه الطرق الكثيرة التي فشلت هي طرق خاطئة، وأنه اقترب من الطريق الصحيح.

• حتى تعمل ما تحب يجب أن تحب ما تعمل ( "كن مختلفاً")

وهذه العبارة كثيراً ما نسمعها، وتعني أنه حتى يصل الإنسان إلى هدفه الذي يحبو نحوه، لابد له أولا من أن يتأقلم مع وظيفته الحالية، فالصبر والتحمل على الأشياء التي لا نحبها هو أمر غاية في الصعوبة، لذلك لابد لنا أن نحب هذه الأعمال التي لا نحبها، حتى لا نتجرع مرارة الصبر والتحمل، فالإنسان الذي يظل صابراً على شيء يكرهه، يـأتي عليه وقت وقد استنفد طاقته في الصبر، فيسقط ويقع وقد لا يقوم مرة أخرى، لأنه استنفد طاقته كلها في الصبر، لذلك حتى نصل إلى المكان الذي نحب يجب أولا أن نحب المكان الذي نقيم فيه الآن.

عبد العزيز الراجحي، صاحب بنك الراجحي، وهو من أكبر المصارف البنكية في المملكة العربية السعودية، هذا الرجل الناجح كان يعمل أولا في بيع التمور، وبالكاد كان يكسب قوت يومه، فهذه كانت وظيفته التي أحبها عندما كان صغيراً، حتى استطاع إنشاء مصرف الراجحي المشهور في المملكة العربية السعودية.

كن مختلفاً ، ولو صرت وحيداً .. ! - فيودور دوستويفسكي

Reactions