كيف يمكنك بناء ثقتك بنفسك .. ؟

كيف يمكنك بناء ثقتك بنفسك .. ؟
كيف يمكنك بناء ثقتك بنفسك .. ؟

بناء الثقة بالنفس

إن من أكثر المقاييس التي يقوم عليها نجاح الشخص أو فشله هو مقياس الثقة بالنفس ، فكلما كانت ثقة الإنسان بنفسه كبيرة كلما كانت فرص نجاحه وتقدمه أكبر .
إن الإنسان الذي يشكو من اهتزاز ثقته بنفسه تجده لا يتقدم ولا يتطور، لأنه في الأساس لا يتوقع من نفسه الأفضل وأن تقدم ذاته شيئا مميزا.

الثقة بالنفس صفة مكتسبة ، تزيد وتنقص مع الزمن ، فهناك عوامل تزيد من انغراس تلك الصفة فيك، وهناك أسباب أخرى لانحدار ثقة الإنسان بنفسه، ومن هنا استقر علماء النفس على عدة طرق أو أساليب تمكن الإنسان لزيادة ثقته بنفسه ، ويجب التنبيه على أن الثقة بالنفس لا تنبع إلا من داخل الفرد نفسه.

هناك بعض الأسئلة والتي على أساسها يمكن تحديد الطرق التي يمكن بها بناء وتعزيز الثقة بالنفس :-
 

1- كيف ترى نفسك.. ؟

ويعتبر هذا السؤال هو المحور الرئيسي لقياس ثقة الفرد بنفسه ، فالإنسان الفاقد ثقته بنفسه يرسم لنفسه صورة ذاتية سلبية مليئة بالأخطاء والمشاكل التي يعجز هو عنها عن حلها، ولو نظرت إلى مشكلته فهو ليس عاجزاً عن حل تلك الأخطاء والمشاكل، ولكنه رسم وحكم على نفسه بعدم القدرة على حل تلك الأخطاء والمشاكل، وبالتالي طبع داخل عقله الباطن صورة ذاتية سلبية لنفسه.

على الجانب الآخر، الشخص الذي يملك قدراً كبيراً من الثقة بالنفس، يرسم لنفسه صورة ذاتية إيجابية، يعلم أن نفسه لديها الكثير من الإيجابيات، وفي نفس الوقت يدرك تماماً أنه يملك أخطاء ومشاكل وأنه بإمكانه حلها، فهذا الشخص يعلم أنه لا يخلو من الأخطاء وأنه سيواجه العديد من المشاكل، ولكنه يعلم تماما أنه يملك القدرة الكاملة لمواجهة تلك الأخطاء والمشاكل، فهذا طبع داخل عقله الباطن صورة إيجابية لنفسه.

ولكن ماذا تفيد هذه الصورة الذاتية وما تطبعه على العقل الباطن؟ وللإجابة على هذا السؤال إليك المثال الآتي:-



وضع في حوض سمك مجموعة من الأسماك الصغيرة، ووضع معها سمكة قرش صغيرة، وتم الفصل بين سمكة القرش وبين الأسماك الصغيرة بلوح زجاجي داخل الحوض، سمكة القرش تحاول مراراً وتكراراً كسر اللوح الزجاجي واختراقه لافتراس سمكة من السمكات الصغيرة، ولكن دون جدوى، فغريستها الداخلية وجوعها يدفعانها كل يوم لمحاولة تكسير اللوح الزجاجي، حتى جاء يوم ويئست وظلت تعوم في الحوض فقط كمحاولة لنسيان الجوع، ولم تعد سمكة القرش تحاول كسر اللوح الزجاجي، وفي يوم من الأيام، تم إزالة اللوح الزجاجي الفاصل، والعجيب أن سمكة القرش لم تحاول أن تذهب ناحية السمك الصغير، بالرغم من أن الطريق أصبح مفتوحاً أمامها، وهنا يرى علماء النفس أن سمكة القرش بعد محاولاتها الكثيرة الفاشلة لاختراق اللوح الزجاجي، رسمت بداخلها صورة ذاتية أنها لن تقدر ولن تستطيع اختراق اللوح وافتراس سمكة من السمكات الصغار، وأصبحت تلك الصورة مرسومة في عقلها الباطن، فكانت تلك الصورة هي التي تستمد منها سمكة القرش عجزها عن افتراس السمكات الصغيرة.


2- هل جربت مرة أن تخاطب ذاتك.. ؟

إن إنعدام التخاطب مع الذات يعتبر من أكثر مشاكل عدم حب الذات وتقديرها، فالخطاب الذي يكون بين الشخص وذاته يعتبر من أكثر الخطابات مصداقية ، لأنه يواجهها بكل شيء، ويضعها أمام ما يعيبه من أخطاء وسلبيات وأمام ما يجيده من مهارات وإيجابيات. ولكن أغلب الناس ممن يخاطبون ذواتهم يركزون على الأخطاء والسلبيات ويبدأون في جلد ذاتهم، وبالتالي يضعون أنفسهم تحت ضغط عصبي ونفسي شديدين ، ينتج عنه في النهاية أن الشخص لم يعد لديه ثقة بنفسه، لأنه لما ركز على أخطائه وسلبياته، رأى أن نفسه لا يمكن أن يصدر منها أي شيء إيجابي.

ومثل هذا الشخص يحتاج إلى تذكير بأفعاله ومواقفه الإيجابية، يحتاج من نفسه أن يذكر نفسه بكل شيء إيجابي صدر منه، وأن الخطأ الذي يصدر من البشر وارد، ولذا فإن الخطاب مع الذات يعطي الأمل أنه بإمكان الشخص أن يقدم المزيد من الإيجابيات، وأن هناك بعض السلبيات التي صدرت منه يمكنه أيضا حلها والتغلب عليها.


ولكن ماذا يحصل عند تجاهل الذات..؟

أي شخص منا تصدر منه أفعال إيجابية وأخرى سلبية، ولكن حين لا نواجه ونخاطب ذاتنا بما نفعل وبما نرى من أنفسنا، فإن ذلك يدعو إلى فقدان لذة فعل الأشياء الإيجابية والاستمرار في فعل السلبيات دون إحساس بالذنب أو الخطأ، ولذلك فإن التحفيز والتشجيع الداخلي لفعل الإيجابيات يأتي من التخاطب مع الذات، وكذلك الردع عن الوقوف السلبيات ومحاولة حلها عند الوقوع فيها يأتي من التخاطب مع الذات.


3- هل تعلم أن الحب هو المفتاح.. ؟

من أحب شيئا لم يهينه ، لو طبقت تلك العبارة على ذاتك ونفسك لرأيت نفسك تأنف عن فعل الكثير من الأمور السلبية التي كنت تفعلها وتجتهد في فعل الأمور الإيجابية، فالشخص الذي يكون بداخله حب لذاته لا يمكنه أبدا أن يقودها إلا إلى فعل الأمور التي لها مردود إيجابي على نفسه وعلى غيره.

لكن لو لم نحب أنفسنا وذاتنا، فلن نقف ولن نرتدع قبل عمل أي شيء من شأنه إهانة النفس، وستكون الأمور والمواقف السلبية هي ديدن النفس، لأنك لا تحبها، فلن يكون لديك دافع للاستمرار في فعل الأمور الإيجابية لتزيد من حبك لنفسك، لأنك في الأساس لا تحبها ولا تقدرها.

ولذلك مشكلة كثير من الناس مع الثقة بالنفس أنهم لا يحبون ولا يقدرون ذواتهم.