كيف تحقق ذاتك

كيف تحقق ذاتك

تحقيق الذات

ما معني أن تكون إنساناً ناجحاً ؟ هل مجرد الوصول إلى الهدف المنشود بغض النظر عن الطريق المسلوكة اليه يعد نجاحاً وتميزاً ؟ لا شك انه الإنسان الذي يسعى إلى اثبات نفسه في كل خطوة، والذي يعنيه جيداً ان يكون النجاح انجازاً وابداعاً شخصياً بنسبة اكبر، هو الشخص الذي ستكون اجابته على هذا النحو : بالطبع لا، لن تكون انساناً ناجحاً فقط الا حين تحقق ذاتك وتثبت نفسك" .

بين ذلك الشخص الذي قرر أن يركب الطائرة ليصل الى مكان بعيد، وذلك الشخص الآخر الذي قرر ان يخوض بنفسه مغامرات الطريق ويواجه النوائب بنفسه، يكمن شئ نفسي يسيل من عين العظمة يسمى "الرغبة في تحقيق الذات"، تلك الرغبة التي تدفع الانسان الى التعبير عن ذاته والوصول الى أقصى ما يمكن تحقيقه من الذات و إمكانات وقدرات بقصد إشباع حاجته..
إذا كنت انسانا طموحاً ومبدعاً، وتريد أن تحقق ذاتك في انجازاتك فدعنا نستعرض أمامك أهم ما يميز مفهوم تحقيق الذات.


الرغبة الجامحة

في كتاب A Theory of Human Motivation يعرف ابراهام ماسلو تحقيق الذات بقوله :
هي الرغبة في تحقيق الاشباع الذاتي، أي النزعة الى تحقيق كينونته الكامنة، قد يصاغ هذا الميل على أنه رغبة المرء في أن يصير حقيقته أكثر فأكثر، ان يصير كل ما هو قادر أن يصيره 

فالرغبة هي الطرف الاول في معادلة تحقيق الذات باعتبارها المحرك لنفس الانسان نحو محاولة التعبير عن ذاتها، وتحويل تلك المستخرجات الكامنة فيها الى تجسيد فعلي يحقق اشباع حاجتها.

الحاجة

الحاجات الانسانية كثيرة ومتنوعة: فسيولوجية، نفسية، اجتماعية...وهي تختلف وتتخصص عند كل انسان. والحاجة هي اول ما يشكل الدافع لدى الانسان وهي اهم شيء يحدد طبيعة سلوكاته، والانسان الذي يسعى الى تحقيق ذاته هو في الاصل انسان كونته الحاجة وحركته الرغبة. 

الحاجة هي اصل الرغبة في تحقيق الاشباع وماسلو يشير الى أن سعادة الفرد وصحته النفسية يتوقف على مستوى الحاجات التي يستطيع الوصول اليها وتحقيقها فالفرد الذي يشبع حاجات تحقيق الذات يكون اكثر سعادة وصحة من آخر مازال في مستوى اشباع الحاجات الدنيا.

الدافعية

الدافعية هي مجموعة الظروف الداخلية والخارجية والتي  تبعث التفكير في تحقيق الذات اولا،  وتحقيق التوازن الداخلي من خلال تنظيم وتحقيق الاهداف التي ترضي حاجاته ورغباته الداخلية.  

الدوافع هي المسؤولة عما نلاحظه من استمرار في النشاط المؤدي لاشباع حاجاتنا. وهي التي تحدد مظاهره التي تؤدي الى استمرار المثابرة عليه لاشباع حاجة معينة قد تكون ذات مصدر محدد
.
ومن امثلة الدافعية، ما نشاهده اليوم على النطاق السياسي العالمي من تقدم دول وتأخر أخرى على أن بعض هذه الدول المتقدمة لا تملك من الثروات ما يجعلها ترتقي الى مصاف الكبار، لكن توفر الدافع لذلك جعلها تعمل على تذليل هذه الصعوبات وبالتالي تحقيق التطور والرقي المنشود. في مقابل ذلك نجد بعض الدول ممن تتذيل الترتيب العالمي لها من الثروات ما لو توفر لها الدافع لكانت ضمن اكبر الدول تطوراً وازدهاراً في العالم، ولكن الرضى بالدون يجعل من الشيء دونا.


ومن بين السمات التي تكون في الانسان الذي حقق  ذاته هي:
 
•    أنه يتقبل نفسه بلا قلق ودون شعور بالذنب والخجل.

•    التمركز حول النفس شيء لا يشغله، فهو يسعى بشكل أكبر لحل مشكلاته التي تتعرض له في سبيل بلوغ أهدافه واشباع حاجاته.

•    لا يعتمد على الآخرين في كثير من الاحيان، لذا فهو لا يحتك بهم دائما، بل يتميز بالتجرد والحاجة الى الخصوصية والاستقلال الذاتي عن كل مؤثر خارجي، ويستغني بمشاعره وقيمه في توجيه حياته عن العالم الخارجي.

•    هو شخص مبدع في كثير من الاحيان بل ويعبر عن الابداع وبالابداع في معظهم مظاهر حياته.

•    يظهر قابلية على الارتقاء فوق بيئته اكثر من التوافق معها، فهو يتصف في سلوكه بالوضوح والبساطة بعيداً عن الرياء الاجتماعي فهو لا يخفي مشاعره وانفعالاته او يحاول التصنع ليظهر على غير ما هو عليه.

•    يسعى بدرجة اكبر للحفاظ على صحته النفسية.

انت مطالب الآن بالسعي لتحقيق ذاتك، تأمل نفسك وحاول أن تستمع لتلك الأصوات التي تنبعث من داخلك. حاجاتك في ازدياد مستمر، والسعي للتعبير عنها أصبح أمرا ضرورياً جداً ..نحن اخترنا لك هذا الموضوع بالذات لنشعرك بقيمة ذاتك واشعارك بديناميكية الواقع من حولك.